في السطور التالية اقدم لكم قصة اول رجل في حياتي يعود يوم لقاءي به الى ٢٤/٥/١٩٨٤ لقد كان حب من النظرة الاولى ، انه ابي ، ليس فقط اسمي ملتصق باسمه، ولكن حياتي كلها ملتصقة به، لن يكتفي بإعطائي اسمه بل أعطاني الكثير والكثير وليس من الممكن سردها في بعض السطور لان بذلك لن أوفي لهذا الرجل حقه، وأكيد انا مش حتكلم عن نفسي انا حتكلم عن الاستاذ الدكتور عبدالعزيز محمود يعني بحري والمنشية ، يعني مدرسة الشيخ سيد صباح الابتداءية (قال صحيح يابابا مين الشيخ ده) ومدسة النيل الإعدادية ومدرسة راس التين الثانوية والحجة نجية.
ابو الهندسة والمهندسين وعم اللكباري والاستيل، ملك الرومانسية ........ والعربة الصينية، يعني الزوق الرفيع والعيون الخضر والشعر الأسود يعني ماما، الدكتور عبدالعزيز قصة كفاح من طالب بكلية هندسة قسم مدني الى معيد ثم دكتوراه في بلاد الفرنجه، وعودة مرة اخرى الى ارض الوطن لتكون الطاحونه في انتظاره، ويعود الي الكلية مدرس مساعد ويجتهد ويقدم الأبحاث ليصبح مدرس، ويجتهد مرة اخرى ليكون أستاذ مساعد ثم يجتهد لمرة اخيرة ليصبح الاستاذ الدكتور وهوبببببا ابص لروحي فجاءة لقتني كبرت فجاءة معاش عند الستين.
الدكتور عبدالعزيز يعول ياسمين وعمر فرنسيا الصنع وأخيرا عبدالرحمن مصري الصنع، الدكتور عبدالعزيز يعني مكتب صلاح الدين ثم مكتب ثروت وأخيرا الECU Boss ، الدكتور عبدالعزيز من مالكي البيجو ثم كليزر خضراء اللون ثم ١٢٨ بيضاء ومن بعدها السيمكا ثم رينو ٩ ومن بعدها تويوتا وبعد الأشية مابقت معدن اصبح من مالكي الBMW مش بقولك قصة كفاح، الصبح كلية وبعد الظهر مكتب.
الدكتور عبدالعزيز يعني نادي الفيديو يوم الخميس وافلام جيمس بود، وشرائط النينجا ترتلز ومستر بين، ايام الدلع كانت في العجمي ومربيلا وسيدي كرير وشرم والغردقة، الدليل الثاني على ان الأشية بقت معدن تتطلب فقط النظر الى فيزات باسبور السيد الوالد تركيا وكوريا وفرنسا وألمانيا وهولندا والكويت والإمارات والسودان، ومعظم هذه السفريات كانت تصاحبه الست الوالدة، والغريبة ان ده كله بعد ما أتجوزت تقولش النحس انفك وعيشتهم ارتاحت معالينا من الكلام انا مش جايه انوء لاسمح الله. لما أحب أتكلم عن صاحب اعلى واغرب "ريت" لكلمة ممنوع فلبد ان عطي هذا الرجل حقه ؛ ممنوع دخول البيت بعد ١٠ ودقيقة ، ممنوع ركوب البيش بجي وبالتالي أكيد الجيت سكي، ممنوع تطلع من مشوار لمشوار تيجي تمضي في البيت وتطلع مشوارك بسلام، ممنوع دخول الشيبسي البيت ثم ممنوع أكل الشبسي (مع العلم انه تم مشاهدته متلبسا بأكل الشبسي عدة مرات في المكتب وباعتراف احد العاملين انه كان يطلب منه ان يأتي له بالشبسي)، ممنوع دخول السينما من ٦ الى ٩، ممنوع النفخ في تورته العيد ميلاد حتى لا يكون هناك اثر للرزاز النفخة على التورتة، وأخيرا ممنوع مناقشة ماهو ممنوع بالتأكيد، لأنك بذلك تكون وقفت امام القطار "متقفيش قدام القطر، انا بحذرك"، هناك ممنوعات كثيرة لكن سأكتفي بهذا القدر.
الدكتور عبدالعزيز لديه ٤ ماسكات ،الماسك الاول ماسك الرجل الشرير ، يجبر على ارتداء هذا الماسك في المواقف العاطفية فعند قيام احد ابناءه ببعض الأمور العاطفية مثل العناق او البوس يبعده عنه بقوله "مبحبش البوس انا والتلزيق" وعند شعوره أيضاً بالخوف على ابناءه بالاقدام على عمل جنوني مثل قيادة "البيتش بجي" يرتدي الماسك ويقول وهو يداري حقيقة مشاعره انه ليس لديه الوقت لحضور عزا احد منا وانه لديه عمل في المكتب لابد من انجازه، الماسك الثاني دائماً ماما وعبدالرحمن ضحاياه (مش لاقي حاجة اعملها طب مااغلس على لبنى ودودو)، الماسك الثالث من الماسكات الجديدة على بابا وهو ماسك الإرهاق الفكري بالعمل فتجده شارد معظم الوقت ولو حاولت تكلمه تكون الإجابة " انا مش مركز، دماغي فيها مليون حاجة، انا داخل أنام" الماسك الرابع والأخير الحق يقال انه ليس بماسك بمعنى الكلمة انها الهوية الحقيقية لهذا الأب، تم التعرف عليها يوم كتب كتابي يومها رأيت هذه الهوية وظهرت اكثر وأكثر ووضحت كروءية هلال رمضان عندما حاز في يوم ٢٤.١٠.٢٠١٣ على لقب جد لأحمد عمر عبدالعزيز لم يستطيع ان يرتدي اي ماسك عند رؤيته، لايستطيع ان يمر بجواره دون ان يناغش هذا الصغير، لطالما عرفت انه يمتلك هذه الهويه وانه كان يتعمد اخفاءها في الماسكات السابقة.
لقد كتبت هذه السطور اليوم فقط، مع العلم أني كنت احضر منذ أسبوع لهذه السطور ولكن اكتشفت ان الامر يحتاج الى إصدار كتاب لو أردت فعلا التكلم عن ابي والأمر مثله بالنسبة لامي ايضا، لطالما كنت ابنة مزعجة وكنت كثيراً ما انتقضك وارى انك لاتحبني لكن كيف يكون ذلك في مخيلتي وهناك أسطورة تقول انك كنت تجلس أمامي بالساعات والكاميرا بيدك كي تلتقط لي صورة ضاحكة وايضاً الأسطورة التي كانت تقول انك كنت تضع " الجيلي كولا" على الطاولة كي أتناوله حيث أني كنت مضربة عن الطعام بسبب حمل أمي بأخي عمر.
هل تعلم أني افرح كثيراً عندما يقال لي أني أتحدث وأفكر مثلك؟ وايضاً افرح عندما يقول لي البعض لبنى الصغيرة (عشان ماما بس ما تزعلش)، هل تعلم اني اقرأ كثيراً من الكتب لأكون مثلك وأسعد عند قراءتي لكتاب لم تقروءه بعد؟ هل تعلم ان الفضل يرجع لك في انتظامي في الصلاة ًوقراءتي وحفظي للقراءن؟ هل تعلم اني اشعر دائماً اني مقصرة في حقك؟ هل تعلم اني اشعر بالضيق للوقت الذي ضيعته وانا غاضبة منك؟ هل تعلم اني أتمنى ان تكون آلة الزمن شي حقيقي حتى أستطيع ان اصلح ما أفسدته في الماضي؟ هل تعلم ان مقدار حبي لك لا يمكن قياسه؟
اعلم ان ليس هناك حاجة لبراهين إثبات حبك لي وحبي لك فكما قلت في بداية كلامي لقد كان حب من اول نظرة ،كل سنة وحضرتك طيب
تعليقات
إرسال تعليق